ومعناه: داخلين في وقتِ الصبحِ.
وقوله: ﴿إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ في الباء ثلاثة أوجه - أحدها: للحال، أي: محقين لا عابثين. والثاني: للسبب. أي: بسبب العدل والإنصاف يوم الجزاء على الأعمال. والثالث: بمعنى اللام، أي: وما خلقناهما إلا للحق، أي: لبيان الحق وظهوره.
﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (٨٧) لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (٨٨) وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (٨٩) كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (٩٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مِنَ الْمَثَانِي﴾ جمع مثناة.
وقوله: ﴿كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (٩٠)﴾ اختلف في المقتسمين:
فقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: هم اليهود والنصارى، اقتسموا القرآن فآمنوا ببعضه، وهو ما وافق كتابهم، وكفروا ببعض، وهو ما خالفه (١).
وقال: مجاهد: هو إيمانهم ببعض كتبهم وكفرهم ببعض (٢).
وقال أبو الحسن: هم قومٌ تواطؤوا وتقاسموا لا يؤمنون بمحمد - ﷺ -، ويعاندونه ويعاندون أصحابه (٣).
وقال مقاتل والفراء وغيرهما: هم الذين اقتسموا طرق مكة فيصدون الناس عن رسول الله - ﷺ - وعن الإيمان به (٤).

(١) أخرجه الطبري ١٤/ ٦١. والماوردي ٣/ ١٧٢.
(٢) المصدران السابقان.
(٣) النكت والعيون ٣/ ١٧٣ مختصرًا.
(٤) معاني الفراء ٢/ ٩١ - ٩٢. وحكاه الماوردي عنه فقط. وذكره القرطبي ١٠/ ٥٨ عن مقاتل والفراء.


الصفحة التالية
Icon