وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (٥٨)}:
قوله عز وجل: ﴿وَلُوطًا﴾ أي: وأنجينا لوطًا، بشهادة قوله: ﴿وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ (١) أو وأرسلنا لوطًا، بدلالة قوله: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا﴾ (٢) وقيل: هو على إضمار اذكر، لأنه قد جرت أقاصيص رسل، فدخل معنى إضمار اذكر، أي واذكر لوطًا إذ قال (٣). و ﴿إِذْ﴾ ظرف على الوجه الأول والثاني، ومفعول على الثالث على أنه بدل من (لوطًا). وقد جوز أن يكون في موضع الحال.
و﴿شَهْوَةً﴾: مفعول له، أو مصدر في موضع الحال، وقد ذكر في "الأعراف" (٤).
﴿وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ﴾: الواو للحال، و ﴿تُبْصِرُونَ﴾ من البصيرة التي هي العلم.
﴿بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ (تجهلون) صفة لقوم، وجاز ذلك وإن كان القوم اسمًا موضوعًا للغيبة على وجه التغليب، أعني تغليب الخطاب على الغيبة حين اجتمعا، كما يُغَلّب المذكّر على المؤنث، ومن يعقل على ما لا يعقل.
وقوله: ﴿فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ﴾ المقصود بالذم محذوف، والتقدير فبئس مطر المنذرين مطرهم، فحذف المقصود بالذم للعلم به.
﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (٥٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ﴾ الجملة محكية، وكذا

(١) من الآية (٥٣).
(٢) من الآية (٤٥).
(٣) هذا القول للزجاج ٤/ ١٢٥.
(٤) الآية (٨١).


الصفحة التالية
Icon