قوله: ﴿آللَّهُ خَيْرٌ﴾ أي: قل ذلك كله.
وقوله: ﴿أَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ أم متصلة هنا، لأن المعنى: أيهما خير، و ﴿ما﴾ موصولة، أي: الله خير أم الآلهة التي تشركونها به وتعبدونها من دونه. وقيل: (ما) مصدرية، وفي الكلام حذف مضاف تقديره: عبادة الله خير أم الشرك.
﴿أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (٦٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَمَّنْ خَلَقَ﴾ (أم) هنا يجوز أن تكون منقطعة، و (مَن) موصولة في موضع رفع بالابتداء والخبر محذوف، وذلك أنه لما قال: الله خير أم الآلهة التي تعبدونها من دونه، قال: بل أمن خلق السموات والأرض خيرٌ، تقريرًا لهم بأن من قَدِرَ على خلق المذكورين خير من جماد لا يقدر على شيء، ثم حذف الخبر الذي هو (خير) لدلالة ما قبله عليه. وأن تكون متصلة، و (مَن) استفهامية على معنى: المعبود الذي لا يضر ولا ينفع أحق بالعبادة أمن خلق السموات والأرض؟ أي: أيهما أحق؟
وقرئ: (أَمَنْ) بالتخفيف (١)، وهو خبر بمنزلة (الذي) لا غير، وفيه وجهان:
أحدهما: بدل من اسم الله جل ذكره، كأنه قيل: أمن خلق السماوات والأرض خير أم ما يشركون؟
والثاني: مبتدأ والخبر محذوف، كأنه قيل: الذي صنع كَيْتَ وكَيْتَ

(١) قرأها الأعمش. انظر مختصر الشواذ / ١١٠/. والمحتسب ٢/ ١٤٢. والكشاف ٣/ ١٤٨. والمحرر الوجيز ١٢/ ١٢٤.


الصفحة التالية
Icon