خير أم ما يشركون؟ ثم حذف الخبر الذي هو (خير) لدلالة ما قبله عليه على ما ذكر آنفًا في قراءة الجمهور إذا جعل (من) موصولًا.
﴿أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٦١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا﴾ القول في ﴿أَمَّنْ جَعَلَ﴾ كالقول في ﴿أَمَّنْ خَلَقَ﴾، و ﴿قَرَارًا﴾ مفعول ثان، أي: موضع قرار، فحذف المضاف، وقيل: مستقرة لا تميد بمن عليها، والتقدير على هذا: ذات قرار.
وقوله: ﴿وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا﴾ (خلالها) ظرف كـ (بين) في قوله: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا﴾ أي: وسطها أنهارًا.
وقوله: ﴿أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ﴾ الجمهور على الرفع، وروي: (أإلهًا) بالنصب (١)، على تقدير: أتدعون، أو أتشركون إلهًا معه؟
﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (٦٢) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٣) أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٦٤) قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (٦٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [(ما) صلة، و ﴿قَلِيلًا﴾ نعت

(١) حكاها ابن خالويه في المختصر / ١١٠/ عن بعضر المصاحف، وذكرها الزمخشري ٣/ ١٤٨. وأبو حيان ٧/ ٨٩ دون نسبة، وهو وجه إعرابي قاله الفراء ٢/ ٢٩٧.


الصفحة التالية
Icon