تقديره: وعد المتقون دخولها، أو وعدوها، أو وعدوا إياها.
وقوله: ﴿لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ﴾ (ما) موصول، وعائده محذوف، أي: ما يشاؤونه، و ﴿خَالِدِينَ﴾ حال إما من الضمير في ﴿يَشَاءُونَ﴾، أو من الضمير المجرور في ﴿لَهُمْ﴾.
وقوله: ﴿كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا﴾ في (كان) ضمير يعود إلى المذكور وهو ﴿مَا﴾، أو إلى الخلود دل عليه ﴿خَالِدِينَ﴾، أي: كان ذلك، وخبر ﴿كَانَ﴾: ﴿عَلَى رَبِّكَ﴾، و ﴿وَعْدًا﴾: مصدر مؤكد لما قبله، ولك أن تجعل ﴿وَعْدًا﴾ خبر كان، و ﴿عَلَى رَبِّكَ﴾ ملغى من صلة محذوف دل عليه ﴿وَعْدًا﴾، ولا يكون من صلة ﴿وَعْدًا﴾ الظاهر، لأنه مصدر ومعمول المصدر لا يتقدم عليه.
وقوله: ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ﴾ أي: واذكر يوم نجمعهم للبعث، و ﴿مَا﴾ عطف على (هم)، أي: ونحشر ما يعبدونه من دون الله، ولا يجوز أن تكون الواو بمعنى مع كما زعم بعضهم (١) لأن الحشر متعد، وقد شرطت النحاة في باب المفعول معه أن يكون الفعل لازمًا كراهة اللبس. و (ما) موضوع على العموم للعقلاء وغيرهم، قاله الزمخشري (٢).
والجمهور على ضم الشين في ﴿نَحْشُرُهُمْ﴾، وقرئ: (نَحْشِرُهُم) بالكسر (٣)، وهي لغية.
وقوله: ﴿أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ﴾ (هؤلاء) نعت لـ ﴿عِبَادِي﴾ أو بدل منه.
﴿قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (١٨)﴾:

(١) هو أبو البقاء ٢/ ٩٨٢. وضعف السمين ٨/ ٤٦٤ هذا أيضًا.
(٢) الكشاف ٣/ ٩١.
(٣) قرأها الأعرج، انظر المحتسب ٢/ ١١٩. والمحرر الوجيز ١٢/ ١٣.


الصفحة التالية
Icon