أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٧٦) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (٧٧) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (٧٨) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (٧٩) إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (٨٠) وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (٨١)}:
قوله عز وجل: ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ﴾ الجمهور على ضم التاء وكسر الكاف في (تُكِنُّ)، من أكْنَنْت الشَّيْء، إِذَا أَخْفَيْتَه في نفسك إكنانًا، وهو المشهور عند أهل اللغة، يعضده: ﴿أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ﴾ (١)، وقرئ: (تَكُنُّ) بفتح التاء وضم الكاف (٢) من كَنَنْتُ الشيء، إذا سَتَرْتَهُ بشيء، فَأَكْنَنْتُ كَأَضْمَرْتُ، وَكَنَنْتُ كَسَتَرْتُ.
وقوله: ﴿وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ﴾ التاء في ﴿غَائِبَةٍ﴾ يجوز أن تكون للتأنيث على معنى: وما من خصلة أو حالة غائبة عن علم العباد. وأن تكون للمبالغة على معنى: وما من شيء شديد الغيبوبة والخفاء، وهو ما أخفاه جل ذكره عن خلقه وغيبه عنهم. وقيل: ما غاب عنهم من عذاب السماء والأرض (٣).
وقوله: ﴿مُدْبِرِينَ﴾ حال مؤكدة.
وقوله: ﴿وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ﴾ قرئ بالإضافة (٤)، واسم الفاعل للحال أو الاستقبال، وحذف التنوين منه للتخفيف، لأن الإضافة في نية الانفصال.
(٢) قرأها ابن محيصن، وابن السميفع، وحميد. انظر مختصر الشواذ / ١١٠/. والمحتسب ٢/ ١٤٤. والمحرر الوجيز ١٢/ ١٢٩. والقرطبي ١٣/ ٢٣٠.
(٣) هذا القول حكاه الماوردي في النكت والعيون ٤/ ٢٢٥ عن النقاش.
(٤) هذه قراءة العشرة عدا حمزة كما سوف أخرج.