وقرئ: (بَهادٍ العُمْيَ) بالتنوين والنصب (١)، على إعمال اسم الفاعل وهو الأصل إذ ليس لما مضى.
وقرئ: (تَهْدِي العُمْيَ) (٢)، ووجهها ظاهر.
و﴿عَنْ﴾ من صلة (هادي)، أو (تهدي) على معنى: تصرفهم عنها، وقد جوز أن يكون من صلة ﴿الْعُمْيِ﴾، على معنى: أن العمى صدر عن ضلالتهم.
﴿وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (٨٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿تُكَلِّمُهُمْ﴾ الجمهور على ضم التاء وفتح الكاف وتشديد اللام، وهو من الكلام الذي هو نطق، أي: تحدثهم وتخبرهم بكيت وكيت، تعضده قراءة من قرأ: (تنبئهم) وهو أبي بن كعب - رضي الله عنه - (٣)، وما روي عن قتادة أن في بعض الحروف (تحدثهم) (٤).
وقرئ: (تَكْلِمُهُمْ) بفتح التاء وسكون الكاف وتخفيف اللام (٥)، من الكَلِم وهو الجُرح، يقال: كَلَمَهُ يَكْلِمُهُ كَلْمًا، إذا جرحه، وفيه وجهان:
أحدهما: المراد به الوسم، على معنى: تسمهم في وجوههم، فتسم

(١) قرأها يحيى بن الحارث، وأبو حيوة. انظر مختصر الشواذ / ١١١/. والمحرر الوجيز ١٢/ ١٣١. وهو وجه إعرابي أجازه الفراء ٢/ ٣٠٠. وأبو حاتم كما في إعراب النحاس ٢/ ٥٣٣.
(٢) من المتواتر لحمزة، انظرها مع قراءة الجمهور في السبعة / ٤٨٦/. والحجة ٥/ ٤٠٤. والمبسوط / ٣٣٥/.
(٣) معاني الفراء ٢/ ٣٠٠. ومعاني النحاس ٥/ ١٤٨. وحجة الفارسي ٥/ ٤٠٦. ومختصر الشواذ / ١١٠/ والمحتسب ٢/ ١٤٥.
(٤) الحجة للقراء السبعة ٥/ ٤٠٦. والنكت والعيون ٤/ ٢٢٧. والمحرر الوجيز ١٢/ ١٣٢.
(٥) قرأها أبو زرعة بن عمرو بن جرير وآخرون. انظر جامع البيان ٢٠/ ١٦. ومعاني النحاس ٥/ ١٤٨ وإعرابه ٢/ ٥٣٤ - ٥٣٥. ومختصر الشواذ / ١١٠/ والمحتسب ٢/ ١٤٤. ومعالم التنزيل ٣/ ٤٢٨. والمحرر الوجيز ١٢/ ١٣٢.


الصفحة التالية
Icon