﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٤٣) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (٤٤) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٤٥) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٤٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿بَصَائِرَ﴾ على الحال من الكتاب، أو مفعول له، و ﴿وَهُدًى وَرَحْمَةً﴾ معطوفان عليه، وحكمهما في الإعراب حكمه.
وقوله: ﴿بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ﴾ في الكلام حذف موصوف تقديره: بجانب الجبل، أو المكان الواقع في جانب الغرب، وهو المكان الذي وقع فيه ميقات موسى - عليه السلام - من الطور على ما فسر (١)، ثم حذف للعلم به، إذ قد عرف وأثبت في الصدور أن الموصوف لا يضاف إلى الصفة، لأجل أنها هي الموصوف في المعنى.
وقوله: ﴿إِذْ قَضَيْنَا﴾ (إذ) معمول للاستقرار.
وقوله: ﴿تَتْلُو﴾ في موضع نصب، إما على أنه خبر بعد خبر، أي: وما كنت ﴿ثَاوِيًا﴾، أي: مقيمًا في أهل مدين وهم شعيب - عليه السلام - والمؤمنون به تاليًا عليهم آياتنا، أو حال من المنوي في ﴿ثَاوِيًا﴾.
وقوله: ﴿وَلَكِنْ رَحْمَةً﴾ في انتصاب رحمة وجهان، أحدهما: نصب على المصدر، على تقدير: ولكن رحمناك رحمة. والثاني: مفعول له، أي: ولكن علمناك ذلك رحمة، أي: للرحمة. وعن الكسائي: هي خبر