كان مضمرة؛ أي: ولكن كان ذلك رحمة (١).
وقرئ: (رحمةٌ) بالرفع (٢)، على: هي رحمةٌ.
وقوله: ﴿لِتُنْذِرَ﴾، أي: علمناك ذلك، أو أرسلناك لتنذر.
﴿وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٤٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ﴾ لولا هذه امتناعية، وأنْ وما اتصل بها في موضع رفع بالابتداء، وخبره وجوابها كلاهما محذوف، وهو ترك إرسال الرسول عليه الصلاة والسلام، أعني الجواب.
وقوله: ﴿فَيَقُولُوا﴾ عطف على ﴿أَنْ تُصِيبَهُمْ﴾.
وقوله: ﴿لَوْلَا أَرْسَلْتَ﴾ هذه تحضيضية، أي: هلَّا أرسلت.
وقوله: ﴿فَنَتَّبِعَ﴾ منصوب على جواب التحضيض، وهو بمعنى الأمر. أعني: التحضيض، أي: أرسل إلينا رسولًا فنتبع، والأصل: إن ترسلْ نتبعْ، والمعنى: ولولا أنهم قائلون إذا عوقبوا بسبب مأ قدموه من الشرك والمعاصي: هلا أرسلت إلينا [رسولًا] محتجين علينا بذلك لما أرسلنا إليهم رسولًا، أو لما احتجنا إلى إرسال الرسل، كقوله: ﴿لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾ (٣).
{فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ

(١) انظر قول الكسائي في إعراب النحاس ٢/ ٥٥٤. ومشكل مكي ٢/ ١٦٣.
(٢) قرأها أبو حيوة، وعيسى. انظر مختصر الشواذ / ١١٣/. والمحرر الوجيز ١٢/ ١٧١. والبحر المحيط ٧/ ١٢٣.
(٣) سورة النساء، الآية: ١٦٥.


الصفحة التالية
Icon