﴿فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا (١٩) وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (٢٠) وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (٢١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ﴾ قرئ: (تقولون) بالتاء النقط من فوقه (١) على معنى: فقد كذبكم مَن كنتم تعبدونه أيها المشركون، أي: فقد كذبكم المعبودون بقولكم أو في قولكم إنهم آلهة، يقال: كذبته بكذا وفي كذا، بمعنى، وذلك في قولهم: ﴿تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ﴾ (٢).
وقرئ: بالياء النقط من تحته (٣) بمعنى: فقد كذبكم ما كنتم تعبدون بقولهم، وقولهم: ﴿سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ﴾. وقولهم: ﴿مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ﴾ (٤).
وقوله: (فما يستطيعون) قرئ: بالياء النقط من تحته (٥)، وفيه وجهان:
أحدهما: فما يستطيع العابدون للآلهة صرفًا للعذاب عنهم، ولا نصرًا لأنفسهم يمنعها من العذاب.
والثاني: فما يستطيع المعبودون صرفًا للعذاب عن العابدين، ولا نصرًا

(١) هذه قراءة الجمهور كما سيأتي.
(٢) سورة القصص، الآية: ٦٣.
(٣) رواية عن ابن كثير. انظر السبعة / ٤٦٣/. والحجة ٥/ ٣٣٩. والمبسوط / ٣٢٣/.
(٤) الأولى تقدمت في الآية (١٨) والثانية من سورة يونس، الآية: ٢٨.
(٥) هذه قراءة الجمهور غير حفص كما سيأتي.


الصفحة التالية
Icon