[محذوف، أي: مثل ما أعطي قارون من زينة الدنيا وأموالها].
ويجوز في الكلام نصب (قارون) على أن تجعل في ﴿أُوتِيَ﴾ ضميرًا راجعًا إلى ﴿مَا﴾، ويكون هو القائم مقام الفاعل، ويبقى قارون على أصله وهو النصب (١).
وقوله: ﴿وَيْلَكُمْ﴾ مصدر في الأصل، ولا فعل له، وهو هنا مفعول به منصوب بفعل مضمر، تقديره: ألزمكم الله ويلكم.
وقوله: ﴿وَلَا يُلَقَّاهَا﴾ الضمير للكلمة التي تكلم بها الذين أوتوا العلم، وهي ﴿ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ﴾، أو للثواب حملًا على المعنى، لأنه في معنى المثوبة. وقيل: للجنة. وقيل: للأعمال الصالحة. وقيل غير هذا (٢).
﴿وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (٨٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿بِالْأَمْسِ﴾ من صلة ﴿تَمَنَّوْا﴾، وقد جوز أن يكون من صلة محذوف على أن يكون حالًا من قوله: ﴿مَكَانَهُ﴾، لأن المراد بالمكان المنزلة والحالة، وذلك مصدر.
وقوله: ﴿يَقُولُونَ﴾ في موضع نصب بخبر ﴿أَصْبَحَ﴾، بمعنى صار الذين تمنوا منزلته بالأمس قائلين كيت وكيت، ويجوز أن يكون تامًا بمعنى الدخول في الإصباح، فيكون حالًا.
وقوله: ﴿وَيْكَأَنَّ اللَّهَ﴾ اختلفت النحاة في (وَيْ) فذهب صاحب
(٢) انظر هذه الأقوال مجتمعة في الكشاف ٣/ ١٧٩. واقتصر الطبري ٢٠/ ١١٦ على القول الأول.