وقوله: ﴿يُبْدِئُ﴾ الجمهور على ضم الياء وكسر الدال وهمزة مضمومة بعدها من الإبداء، وقرئ: (يَبْدَا) بفتح الياء والدال وألف بعدها من غير همزة (١)، من البدء، وأصله يبدأ بالهمزة، إلا أنه خففت الهمزة بالبدل على غير قياس، كقوله:

٥٠١ - سَالَتْ هُذَيْلٌ..... ............. (٢)
وقوله: ﴿يُنْشِئُ النَّشْأَةَ﴾ قرئ بالقصر والمد (٣)، وهما لغتان بمعنى، كالرأفة والرآفة، والكأبة والكآبة. ونشأ فعل لازم، فإذا أردت أن تعديه نقلته بالهمزة أو بالتضعيف، نحو: نشأ الغلام وأنشأه الله وَنَشَّأَهُ.
﴿وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (٢٥) فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٦) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (٢٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ قرئ: برفع (مودة) مع إضافة وبغير إضافة، وبنصبها مع الإضافة وبغير الإضافة (٤).
(١) قرأها الزهري وغيره. انظر مختصر الشواذ / ١١٤/. والمحتسب ٢/ ١٦١. والمحرر الوجيز ١٢/ ٢١٠.
(٢) تقدم هذا الشاهد عدة مرات، انظر تخريجه عند رقم (٣٨).
(٣) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: (النشاءة) ممدودة. وقرأ الباقون: (النشأة) بالقصر. انظر السبعة / ٤٩٨/. والحجة ٥/ ٤٢٧. والمبسوط / ٣٤٣/. والتذكرة ٢/ ٤٩٠.
(٤) كلهن من المتواتر، فقد قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب: (مودةُ بينِكم) بالرفع والإضافة. وفي رواية عن عاصم: (مودةٌ بينَكم) بالرفع من غير إضافة. =


الصفحة التالية
Icon