جعلت ظرفًا لها، أو الاستقرار إن جعلت نعتًا لها، أعني للمودة، فاعرفه فإنه موضع (١).
﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (٢٨) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٩) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (٣٠) وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (٣١) قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (٣٢) وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (٣٣) إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (٣٤) وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٣٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَلُوطًا﴾ عطف على ﴿إِبْرَاهِيمَ﴾ (٢) أو على ما عطف عليه وهو (نوح) (٣) وقد ذكر، أو واذكر لوطًا.
والعامل في ﴿إِذْ﴾ في قوله: ﴿إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ﴾ هو العامل في ﴿لُوطًا﴾ و ﴿ذَرْعًا﴾: تمييز.
وقوله: ﴿إِنَّا مُنَجُّوكَ﴾ الكاف عند صاحب الكتاب رحمه الله تعالى في موضع الجر بالإضافة، وعند أبي الحسن - رحمه الله - في موضع النصب على أنه مفعول

(١) انظر في أوجه إعراب هذه الآية مشكل مكي ٢/ ١٦٨ - ١٧٢ فقد أطال في إعرابها كما هنا أيضًا.
(٢) من الآية (١٦) المتقدمة.
(٣) من الآية (١٤) المتقدمة أيضًا.


الصفحة التالية
Icon