وقد جوز أن تكون ﴿مَا﴾ نافية، و ﴿مِنْ﴾ صلة (١) و ﴿شَيْءٍ﴾ مفعول ﴿تَدْعُونَ﴾، وهو من التعسف عند من تأمل.
وقرئ: (يدعون) بالياء النقط من تحته حملًا على ما قبله من لفظ الغيبة، وهو قوله: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا...﴾ الآية. وبالتاء (٢) على معنى: قل لهم: [إن الله يعلم ما تدعون].
﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (٤٣) خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (٤٤) اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (٤٥) وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (٤٦) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ (٤٧) وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (٤٨) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (٤٩) وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا﴾ (تلك) مبتدأ، و ﴿الْأَمْثَالُ﴾ نعتها، والخبر ﴿نَضْرِبُهَا﴾، ولك أن تجعل ﴿الْأَمْثَالُ﴾
(٢) قرأ أبو عمرو، ويعقوب، وعاصم سوى الأعشى: (يدعون) بالياء. وقرأ الباقون: (تدعون) بالتاء. انظر السبعة / ٥٠١/. والحجة ٥/ ٤٣٣ - ٤٣٤. والمبسوط / ٣٤٥/. والتذكرة ٢/ ٤٩٠.