الثاني منهما بحرف جر، أي: لنثوينهم من الجنة في غرف، فحذف الجار، كقوله: ﴿وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ﴾ (١) وقوله:
٥٠٥ - أمرتك الخيرَ...... | ............ (٢) |
وقوله: ﴿نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (٥٨) الَّذِينَ صَبَرُوا﴾ محل ﴿الَّذِينَ﴾ إما الجر على الوصف للعاملين، ولا يمتنع أن يوصف المضاف إليه فاعل نعم، كما يمتنع أن يوصف الفاعل نفسه، والمخصوص بالمدح محذوف، أي: نعم أجر العاملين الصابرين المتوكلين أجرهم، أو الرفع على أنه المقصود بالمدح على حذف المضاف، والتقدير: نعم أجر العاملين أجر الذين صبروا، فحذف المضاف وهو المقصود بالمدح، وأقيم المضاف إليه مقامه كقوله: ﴿سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ﴾، وقد أوضح هناك (٣).
﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦٠) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (٦١) اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٦٢) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (٦٣) وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (٦٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ﴾ يجوز أن يكون في موضع رفع
(١) سورة الأعراف، الآية: ١٥٥.
(٢) تقدم مرارًا. انظر رقم (١٨).
(٣) انظر إعرابه للآية (١٧٧) من الأعراف.
(٢) تقدم مرارًا. انظر رقم (١٨).
(٣) انظر إعرابه للآية (١٧٧) من الأعراف.