وقوله: ﴿خَوْفًا وَطَمَعًا﴾ مصدران، وانتصابهما إما على المفعول له، أي: إخافة وإطماعًا، أو إرادة خوف وإرادة طمع، فحذف المضاف، أو على الحال، أي: خائفين وطامعين، فاعرفه.
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (٢٥) وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (٢٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ﴾ (إذا) الأولى شرطية، والثانية مكانية سادة مسد الفاء في الجواب، لأن المفاجأة تعقيب، ولا تكون أول الكلام كما أن الفاء كذلك. وقدر الشيخ أبو علي في موضع خرجتم، كقوله: ﴿وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ﴾ (١). وقوله: ﴿مِنَ الْأَرْضِ﴾ يحتمل أن يكون في موضع الحال من الكاف والميم في ﴿دَعَاكُمْ﴾، أي: دعاكم خارجين من الأرض، وأن يكون وصفًا لـ ﴿دَعْوَةً﴾، أي: دعوة ثابتة من هذه الجهة، وفي كلا التقديرين فيه ذكر راجع إما إلى ذي الحال، أو إلى الموصوف، وأن يكون من صلة محذوف وهو (خرجتم) على ما ذكره أبو علي. ولا يجوز أن يكون من صلة ﴿تَخْرُجُونَ﴾ نفسه كما زعم بعضهم، لأن ﴿إِذَا﴾ هذه تقطع ما بعدها مما قبلها، ذكره أبو علي أيضًا.
﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾ الضمير في قوله: ﴿وَهُوَ﴾ للبعث أو للإِعادة حملًا على المعنى، لأن معناه: وأن يعيده أهون عليه، [أي: أهون عليه] عندكم وفي زعمكم أيها المخاطبون، لأن الإِعادة عندكم أسهل من الابتداء. وقيل: الضمير في ﴿عَلَيْهِ﴾ للخلق، وهو بمعنى

(١) سورة التوبة، الآية: ٥٨.


الصفحة التالية
Icon