المخلوق، على معنى: أن الإِعادة على المخلوق أسهل من الابتداء، لأن الإِعادة ليس فيها تنقل من نطفة إلى علقة، ثم إلى مضغة، ثم إلى عظام، ثم إلى حيوان. وقيل: ﴿أَهْوَنُ﴾ بمعنى (هين)، كقولك: فلان أوجل، أي: وَجِل. "والله أكبر"، أي: كبير على أحد التأويلين (١).
﴿ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٢٨) بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (٢٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾ في موضع الصفة لمثل، و ﴿مِنْ﴾ ابتدائية.
وقوله: ﴿مِنْ مَا مَلَكَتْ﴾ في موضع نصب على الحال لتقدمه على الموصوف وهو ﴿شُرَكَاءَ﴾، والتقدير: هل لكم شركاء كائنون مما ملكت أيمانكم؟ فلما قدم نصب على الحال، و (مِنْ) [تبعيضية، و (من)] في قوله: ﴿مِنْ شُرَكَاءَ﴾ مزيدة لتأكيد الاستفهام الجاري مجرى النفي.
وقوله: ﴿فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ﴾ جملة من مبتدأ وخبر في موضع فعل وفاعل، ومحلها النصب على جواب الاستفهام، كأنه قيل: هل لكم من كيت وكيت فتستووا؟ والمعنى: أنهم لا يملكون فيساووكم.
وقوله: ﴿تَخَافُونَهُمْ﴾ في موضع نصب على الحال من المنوي في ﴿سَوَاءٌ﴾، أي: فأنتم فيه مستوون خائفين عبيدكم خيفة مثل خيفتكم الأحرار الذين هم أمثالكم إذا كان بينكم وبينهم شركة.