فقالت: يا أيها الملأ (١).
وقوله: ﴿مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ محل الكاف الرفع لأنها خبر المبتدأ الذي هو ﴿خَلْقُكُمْ﴾، أي: إلا مثل بعث نفس واحدة، فحذف المضاف.
﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٣١) وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (٣٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿بِنِعْمَتِ اللَّهِ﴾ يجوز أن يكون الباء للحال، وذو الحال المنوي في ﴿تَجْرِي﴾ الراجع إلى الفلك، وأن تكون للسببية، فتكون من صلة ﴿تَجْرِي﴾، أي: تجري بسبب نعمة الله.
وقرئ: (بِنِعْمَاتِ الله) بالجمع مع إسكان العين (٢)، ويجوز فتحها وكسرها مع كسر الفاء، وذلك أن ما كان على فِعْلة ففي جمعه ثلاث لغات: فِعِلَات وفِعَلات وفِعْلَات، نحو: سِدْرَة وسِدِرَات وسِدَرَات وسِدْرات.
والجمهور على إسكان لام الفلك وهو المشهور في اللغة، وقرئ: بضمها (٣)، قال أبو الفتح: حكى أبو الحسن عن عيسى بن عمر قال: ما سُمِعَ أو قال: مَا سَمِعْنَا فُعْل إلا وقد سمعنا فيه: فُعُل، فقد يكون هذا منه أيضًا، انتهى كلامه (٤).
(٢) قرأها الأعرج، والأعمش، ويحيى بن يعمر. انظر مختصر الشواذ / ١١٧/. والمحتسب ٢/ ١٧٠. والمحرر الوجيز ١٣/ ٢٥. والقرطبي ١٤/ ٧٩.
(٣) نسبها أبو الفتح ٢/ ١٧٠ إلى موسى بن الزبير. وانظر المحرر الوجيز ١٣/ ٢٥. والبحر المحيط ٧/ ١٩٣.
(٤) المحتسب الموضع السابق.