وقوله: ﴿لِيُرِيَكُمْ﴾ من صلة ﴿تَجْرِي﴾، و ﴿مُخْلِصِينَ﴾ حال من الضمير في ﴿دَعَوُا﴾.
﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (٣٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿لَا يَجْزِي﴾ في موضع الصفة ليوم، والتقدير: لا يجزي فيه، ثم حذف الجار والمجرور، أو فحذف الجار ثم حذف الهاء، وقد ذكرا في غير موضع فيما سلف من الكتاب (١).
وقوله: ﴿وَلَا مَوْلُودٌ﴾ يجوز في ارتفاعه أوجه:
أن يكون فاعلًا عطفًا على قوله: ﴿وَالِدٌ﴾، أي: ولا يجزي مولود، وقوله: ﴿هُوَ﴾ إن شئت جعلته مبتدأ و ﴿جَازٍ﴾ خبره، والجملة صفة لمولود، وإن شئت جعلته تأكيدًا للمنوي في ﴿مَوْلُودٌ﴾ ويكون ﴿جَازٍ﴾ صفة لمولود.
وأن يكون مبتدأ وإن كان نكرة، لأنه في سياق النفي، والجملة بعده الخبر، فإن قلت: هل يجوز أن يكون ﴿هُوَ﴾ فصلًا والخبر ﴿جَازٍ﴾؟ قلت: لا، لأجل أن الفصل لا يكون بين النكرتين.
وأن يكون اسم ﴿لَا﴾ على أن ﴿لَا﴾ بمعنى ليس كقوله:
٥١٥ -............ | فَأَنَا ابْنُ قَيْسٍ لَا بَرَاحُ (٢) |
(٢) لسعد بن مالك القيسي من قصيدة حماسية، وصدره:
مَنْ فَرَّ عن نيرانها | ............ |