وأَنْتَنّا، من صَلَّ اللحمُ يَصِلّ ويَصَلّ بكسر الصاد وفتحها صُلُولًا، إذا أَنْتَنَ مطبوخًا كان أو نيئًا، وأَصَلَّ إِصْلالًا مثله، والمعنى: إذا دُفِنَّا في الأرض وصَلَّتْ أجسامنا فيها.
﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (١٢) وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١٣) فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ﴾ (لو) امتناعية وجوابها محذوف، والمعنى: لو رأيت ذلك لرأيت أمرًا عظيمًا، والخطاب لرسول الله - ﷺ - أو لكل مخاطب، والرؤيا: من رؤية العين، والمفعول محذوف، أي: ولو ترى أهوال القيامة، أو نحو ذلك، و ﴿إِذِ﴾ ظرف لـ ﴿تَرَى﴾، وهو لما مضى والمراد به الآتي، وقد ذكرت فيما سلف من الكتاب أن المُتَرَقَّبَ من الله جل ذكره بمثابة الموجود والمقطوع به في تحقيقه. و ﴿الْمُجْرِمُونَ﴾ مبتدأ خبره ﴿نَاكِسُو﴾.
وقوله: ﴿رَبَّنَا﴾ أي: يقولون ربنا، ومحل هذا المقدر المحذوف إما الرفع على أنه خبر بعد خبر لـ ﴿الْمُجْرِمُونَ﴾، أو النصب على الحال من الضمير في ﴿نَاكِسُو﴾.
وقوله: ﴿لَأَمْلَأَنَّ﴾ جواب قسم محذوف، و ﴿أَجْمَعِينَ﴾ تأكيد للجِنة والناس.
وقوله: ﴿فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا﴾ يجوز أن يكون مفعول الذوق محذوفًا، أي: فذوقوا العذاب بسبب نسيان اللقاء، و ﴿هَذَا﴾ على هذا صفة للقاء أو لليوم، وأن يكون ﴿هَذَا﴾ هو المفعول، على معنى:


الصفحة التالية
Icon