حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (٤٢) أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (٤٣) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (٤٤) أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (٤٥) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (٤٦)}:
قوله عز وجل: ﴿إِلَّا هُزُوًا﴾ مفعول به ثان ليتخذونك، أي: ما يتخذونك إلا هزوًا، أي: مهزوًا به.
وقوله: ﴿أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا﴾ هذه الجملة محكية بعد القول المضمر، لأن المقول لا بد له من قائل، ومحل ذلك المضمر النصب على الحال من الضمير المرفوع في ﴿يَتَّخِذُونَكَ﴾، أي: قائلين أهذا؟ و ﴿رَسُولًا﴾ يجوز أن يكون بمعنى مُرْسَلًا، وهو منصوب على الحال من العائد المحذوف إلى الموصول، أي: بعثه مرسلًا، وأن يكون مصدرًا مؤكدًا على بابه من معنى بعث، لأنه في معنى أرسل، كأنه قيل: أرسله إرسالًا، وأن يكون في موضع الحال، أي: ذا رسول، أي: رسالة، فاعرفه.
وقوله: ﴿إِنْ كَادَ﴾ (إن) هي المخففة من الثقيلة، واللام هي الفارقة بينها وبين النافية، والتقدير: إن الأمر والشأن، وقد ذكر نظيره فيما سلف من الكتاب في غير موضع (١).
وقوله: ﴿لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا﴾ أن وما اتصل بها في تأويل المصدر في موضع رفع بالابتداء، وخبر الابتداء وجواب ﴿لَوْلَا﴾ كلاهما محذوف تقديره: لولا صبرنا ثابت عليها لصرفنا عنها.
وقوله: ﴿مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ (من) استفهام، و ﴿سَبِيلًا﴾ نصب على التمييز، وكذا ما بعده.