وقوله: ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾ كلاهما مفعول ﴿اتَّخَذَ﴾، قيل: والأصل اتخذ الهوى إِلهًا، وإنما قدَّم المفعول الثاني على الأول للعناية، كما تقول: علمت منطلقًا زيدًا، لفضل عنايتك بالمنطلق، والاستفهام بمعنى التعجب، أي: أعجب ممن اتخذ ما يهواه معبوده، وهو ما جاء في التفسير من أن أحدهم كان يعبد الحجر، فإذا رأى حجرًا أحسن منه أخذه وترك الأول (١).
وقرئ: (إلهةً هواه) بتاء مدورة منصوبة منونة (٢)، وهي الشمس، يقال للشمس: إلاهةٌ مصروفة، وإلاهةُ بالضم غير مصروفة، كذا ذكره النقاش، وذكره أبو الفتح (٣). وقال الجوهري: إلاهة اسم للشمس غير مصروف بلا ألف ولام، وربما صرفوه وأدخلوا فيه الألف واللام، انتهى كلامه (٤). والهوى: ميل النفس إلى الشيء.
﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (٤٧) وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (٤٨) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (٤٩) وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (٥٠) وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (٥١) فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (٥٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿بُشْرًا﴾ على الحال من الرياح. وقرئ:
(٢) قرأها الأعرج كما في المحتسب ٢/ ١٢٣.
(٣) المحتسب الموضع السابق.
(٤) الصحاح (أله).