و (تَظَاهرون) بفتح التاء وتخفيف الظاء (١)، والأصل تتظاهرون، فحذفت إحدى التائين كراهة اجتماع المثلين في صدر الكلمة، والمحذوفة هي الثانية دون الأولى، لأن التكرار والاستثقال كليهما بما حصل. واشتقاق ذلك كله من الظَّهْرِ، وهو قولهم: أنتِ عليَّ كظهر أمي (٢). و ﴿أُمَّهَاتِكُمْ﴾: مفعول ثان لجعل.
وقوله: ﴿وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ﴾ مفعولا جعل. وواحد أدعياء دَعِيّ، وهو فعيل بمعنى مفعول، وإنما جمع على أفعلاء وبابه ما كان منه بمعنى فاعل، نحو: تقي وأتقياء على التشبيه اللفظي، والدعي: من تَبَنَّيْتَهُ.
وقوله: ﴿ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ﴾ ابتداء وخبر، و ﴿بِأَفْوَاهِكُمْ﴾ من صلة الخبر والمعنى: أن قولكم أبناؤنا قول لا حقيقة له، لأن ادعاءكم نسب من لا حقيقة لنسبه قول بالفم، كقولك: هذا ما قلته بفيك ولم تعلمه بقلبك.
وقوله: ﴿هُوَ أَقْسَطُ﴾ ابتداء وخبر، وهو كناية عن المصدر وهو الدعاء أُضمر لدلالة الفعل عليه. و ﴿عِنْدَ اللَّهِ﴾ من صلة ﴿أَقْسَطُ﴾، وهو أفعل من القسط، وهو العدل.
وقوله: ﴿فَإِخْوَانُكُمْ﴾ أي: فهم إخوانكم، ويجوز في الكلام نصب (إخوانكم)، على معنى: فادعوهم إخوانكم. و ﴿وَمَوَالِيكُمْ﴾ عطف على (إخوانكم).
وقوله: ﴿وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ﴾، محل ﴿مَا﴾ إما الجر عطفًا على (ما) في قوله: ﴿فِيمَا أَخْطَأْتُمْ﴾، أي: ولكن الجناح عليكم فيما تعمدت قلوبكم. وإما الرفع على الابتداء، والخبر محذوف، أي: ولكن ما تعمدت قلوبكم فيه الجُناحُ.
(٢) انظر الصحاح (ظهر).