والفتح، وأما غير المضاعف فلا يجوز فيه إلا الكسر، نحو: سَرْهَفْتُه سِرْهَافًا (١).
﴿وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (١٢) وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَاأَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (١٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَإِذْ يَقُولُ﴾ (إذ) عطف على الأول، ومثله ﴿إِذْ قَالَتْ﴾.
وقوله: ﴿إِلَّا غُرُورًا﴾ مفعول به ثان لوعد.
وقوله: ﴿يَاأَهْلَ يَثْرِبَ﴾ اختلف في (يثرب)، فقيل: اسم المدينة مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام. وقيل: اسم أرض والمدينة في ناحية منها (٢). ولم ينصرف للتعريف والتأنيث مع وزن الفعل.
﴿لَا مُقَامَ﴾ قرئ: بفتح الميم وضمها (٣)، فمن فتح فهو اسم مكان، أي: لا مكان لكم تقيمون فيه، ومن ضَمَّ فيحتمل أن يكون مصدرًا بمعنى: لا إقامة لكم، وأن يكون اسم مكان بمعنى: لا موضع إقامة لكم فارجعوا إلى المدينة.
وقوله: ﴿مِنْهُمُ﴾ في موضع رفع على النعت لـ ﴿فَرِيقٌ﴾، و ﴿يَقُولُونَ﴾ صفة أيضًا لـ ﴿فَرِيقٌ﴾، أو حال منهم، أو تفسير للاستئذان.
وقوله: ﴿إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ﴾ الجمهور على إسكان واو
(٢) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن ٢/ ١٣٤. وانظر القولين في النكت والعيون ٤/ ٣٨٢. ومعجم ياقوت (يثرب).
(٣) قرأ حفص عن عاصم: (لا مُقام) بضم الميم. وقرأ الباقون بفتحها. انظر السبعة / ٥٢٠/. والحجة ٥/ ٤٧١. والمبسوط / ٣٥٦/. والتذكرة ٢/ ٥٠١.