﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (٤٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا﴾ محل ﴿تَعْتَدُّونَهَا﴾ إما الرفع على النعت لـ ﴿عِدَّةٍ﴾ على المحل، أو الجر على اللفظ، كقوله: ﴿مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ (١) وغيرِه. والجمهور على تشديد الدال، وهو تفتعلونها من العدد، على معنى: ليس لكم عليهن استيفاء عدة، من عددت الدراهم فاعتدَّها، وقرئ: (تَعْتَدُونَهَا) بتخفيف الدال (٢)، وفيه وجهان:
أحدهما: من عددت الشيء، إذا جاوزته، على معنى: ليس لكم عليهن من عدة تَعْتَدُون بها عليهن.
والثاني: أصله تَعْتَدُّونَها الذي من العدد، فحذف إحدى الدالين كراهة التضعيف، فتكون القراءتان بمعنى.
﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (٥٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً﴾ واختلف في ناصبها، فقيل: ناصبها ما قبلها وهو ﴿أَحْلَلْنَا﴾، أي: وأَحْلَلْنَا لك امرأةً مؤمنةً، وقيل: ناصبها
(٢) رويت غلطًا عن ابن كثير. انظر السبعة ٥٢٢ - ٥٢٣. والحجة ٥/ ٤٧٧ - ٤٧٨. ومختصر الشواذ / ١٢٠/.