و ﴿الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ﴾ مفعولا (يَرَى): (فالذي) هو المفعول الأول، ونهاية صلته ﴿مِنْ رَبِّكَ﴾ وهو القرآن، و ﴿الْحَقَّ﴾ المفعول الثاني، ﴿هُوَ﴾ فصلٌ.
وقرئ: (الحقُّ) بالرفع (١) على أنه خبر ﴿هُوَ﴾، والجملة في موضع المفعول الثاني، والمنوي في (يَهْدِي) للذي هو القرآن، أي: ويعلم أولو العلم أن القرآن حق وهاد إلى دين الله، وقد جوز أن يكون لله جل ذكره (٢).
﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (٧) أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (٨) أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿إِذَا مُزِّقْتُمْ﴾ العامل في ﴿إِذَا﴾ ما دل عليه ﴿إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ أي: ينبئكم بأنكم تبعثون إذا مزقتم، ولا يجوز أن يعمل فيه ﴿يُنَبِّئُكُمْ﴾، لأنه لا يجيزهم في ذلك الوقت. ولا ﴿مُزِّقْتُمْ﴾ (٣)، لأنه مضاف إليه، ولا يعمل المضاف إليه في المضاف. فإن قلتَ: اجعل ﴿إِذَا﴾ للمجازاة حتَّى لا تكون مضافة إلى ما بعدها فتعمل فيها. قلت: لا يسعني ذلك، لأن (إذا) لا يجازى بها في حال السعة والاختيار. ولا ﴿جَدِيدٍ﴾ لأن ما بعد (إن) لا يعمل فيما قبلها.
و﴿جَدِيدٍ﴾ فعيل بمعنى فاعل، تقول: جَدَّ فهو جَديدٌ، كَقَلَّ فهو
(٢) التبيان ٢/ ١٠٦٣
(٣) أجازه النحاس ٢/ ٦٥٧. وضعفه مكي في المشكل ٢/ ٢٠٣. وابن الأنباري في البيان ٢/ ٢٧٥.