﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (٥٥) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٥٦) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (٥٧) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (٥٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا﴾ (ظهيرًا) خبر كان، و ﴿عَلَى﴾ من صلته، أي: ظهيرًا على معصية ربه، فحذف المضاف، وهو فعيل بمعنى مفاعل. قيل] (١): الظهير والمظاهر كالعوين والمعاون، وفعيل بمعنى مفاعل غير عزيز، والمعنى: أن الكافر يظاهر الشيطالن على ربه بالعداوة والشرك (٢)، أي: يعاونه على ذلك حيث يطيعه في معصية الله.
وقوله: ﴿إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾ انتصابهما على الحال من الكاف في ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ﴾.
وقوله: ﴿إِلَّا مَنْ شَاءَ﴾ (مَن) نصب على الاستثناء، وفيه وجهان:
أحدهما: منقطع، أي: ولكن من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلًا بالطاعة فليفعل، فلا ثقل ولا مؤنة عليه من جهتي، فإني لا أسأله شيئًا.
والثاني: متصل، وفي الكلام حذف مضاف، أي: إلا إيمان أو طاعة من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلًا بالإيمان أو بالطاعة، فإن إيمان المؤمن وطاعته من أَجْري، لأن الله تعالى يأجرني عليه.
وقوله: ﴿بِحَمْدِهِ﴾ الباء للحال، أي: حامدًا له.
وقوله: ﴿وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا﴾ (خبيرًا) تمييز أو حال،

(١) ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب).
(٢) هذا قول الزمخشري ٣/ ١٠١.


الصفحة التالية
Icon