وقرئ: أيضًا (فُرِّغَ) بضم الفاء وكسر الراء مهملة مشددة وبالغين معجمة (١)، وفي القائم مقام الفاعل الوجهان. والمعنى: نَفَى الوجلَ عن قلوبهم وأَفْنَى، من قولهم: فرغ الزاد، إذا لم يبق منه شيء، ثم ترك ذكر الوجل وأسند الفعل إلى الجار والمجرور.
وقرئ: كذلك غير أن الراء خفيفة (٢) وهو بمعنى فُرِّغَ إلا أنه مسند إلى الجار وما جره ليس إلا، كقولك: ذُهب بزيد، والمعنى والأصل: فُرغَ الوَجَلُ عن قلوبهم، أي: انتفى عنها وفني، ثم حذف الفاعل وأسند الفعل إلى الجار وما جره.
وقرئ أيضًا: (فَرَغَ) بالراء مهملة وبالغين معجمة على البناء للفاعل (٣)، وهو الله عز وجل، أي نفى الوجل عنها، أو ما هناك من الحال (٤) على ما ذكر وأوضح قبيل.
وقرئ: أيضًا: (افْرُنْقِعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) على البناء للمفعول (٥)، بمعنى انكشف عن قلوبهم، يقال: افرنقع القومُ عن الشَيء، أي: تفرقوا عنه، وأصله انكشف الوجل عنها، ثم حذف الفاعل وأسند إلى الجار وما جره، وقد ذكر آنفًا، ومما يحكى في ذلك أن أبا علقمة النحوي (٦) ثار به المرار،
(٢) رواية أخرى عن الحسن أيضًا. انظر جامع البيان ٢٢/ ٩٣. وإعراب النحاس ٢/ ٦٧١. والمحتسب ٢/ ١٩٢. والمحرر الوجيز ١٣/ ١٣٦. وزاد المسير ٦/ ٤٥٢.
(٣) قرأها الحسن بخلاف، وقتادة، وأبو المتوكل. انظر المحتسب، والمحرر، والزاد المواضع السابقة، والقرطبي ١٤/ ٢٩٨.
(٤) العبارة نفسها في المحتسب أيضًا.
(٥) نسبت إلى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، وعيسى بن عمر. انظر مختصر الشواذ/ ١٢٢/. والمحتسب ٢/ ١٩٢. والمحرر الوجيز ١٣/ ١٣٦.
(٦) هو أبو علقمة النحوي النميري، نحوي قديم العهد يعرف اللغة معرفة جميلة، كان يتقعر في كلامه، ويتعمد الغريب الحوشي. انظر ترجمته في (إنباه الرواة، ومعجم الأدباء).