مضاف تقديره: وقتُ ميعادٍ يومٌ، حتى يكون هو هو، لا لأن (١) الميعاد مصدر واليوم ظرف.
و(ميعادٌ يومًا) برفع ميعاد ونصب يومًا (٢) على أنه ظرف للظرف وهو ﴿لَكُمْ﴾، فـ (ميعاد) مبتدأ، والخبر ﴿لَكُمْ﴾، و (يومًا) ظرف للخبر، أي: استقر في يوم من صفته كيت وكيت.
والضمير في ﴿عَنْهُ﴾ على الوجه الأول يجوز أن يكون عائدًا على الميعاد، وأن يكون راجعًا إلى اليوم، وإلى أيهما أعدته كانت الجملة صفة له، وكذا على الوجه الثاني، وأما على الوجه الثالث وهو أن تنصب اليوم وتجعله ظرفًا للظرف فهو عائد إلى اليوم (٣)، فإن أعدته إلى الميعاد أضفت يومًا إلى ما بعده فقلت: يوم لا تستأخرون عنه، فإن جعلت الضمير لليوم لم تجز إضافة (يوم) إلى ما بعده، لأنك تضيف الشيء إلى نفسه، وهو اليوم تضيفه إلى جملة فيها ضمير هو اليوم، وإضافة الشيء إلى نفسه لا يجوز في الأمر العام إلا على تأويلٍ وتقدير (٤).
﴿وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٣٣) وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (٣٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ ارتفاعه يحتمل وجهين أن يكون فاعل فعل مضمر دل عليه ﴿أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ﴾، أي: صدَّنا مَكْرُهما
(٢) قرأها اليزيدي، وابن أبي عبلة. انظر مختصر الشواذ/ ١٢٢/. والبحر المحيط ٧/ ٢٨٢. والدر المصون ٩/ ١٨٩.
(٣) كذا في (أ) و (ط). وفي (ب): إلى (ما بعده).
(٤) انظر هذا أيضًا في مشكل مكي ٢/ ٢١٠.