﴿قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٤٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ﴾ (ما) يجوز أن تكون شرطية في موضع نصب بقوله: ﴿سَأَلْتُكُمْ﴾، لأن سأل يتعدى إلى مفعولين، و ﴿مِنْ أَجْرٍ﴾ تفسير وتبيين لـ ﴿مَا﴾، وجواب الشرط قوله: ﴿فَهُوَ لَكُمْ﴾ والمعنى: نفي مسألة الأجر رأسًا، كقولك: إن أعطيتني شيئًا فخذه، وأنت تعلم أنه لم يعطك شيئًا.
وأن تكون موصولة في موضع رفع بالابتداء، و ﴿مِنْ أَجْرٍ﴾ في موضع الحال من الراجع المحذوف إلى الموصول، والخبر ﴿فَهُوَ لَكُمْ﴾، والمعنى أيضًا: نفي مسألة الأجر، أي: لا، أي: لا آخذه منكم فهو موهوب لكم، وأن تكون نافية، و ﴿مِنْ﴾ للعموم.
وقوله: ﴿فَهُوَ لَكُمْ﴾ أي: فما لكم لا أتعرض لشيء منه، والأجود الوجه الأول، فاعرفه فإنه موضع.
﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (٤٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾ الجمهور على رفع قوله: ﴿عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾ وذلك يحتمل أوجهًا: أن يكون صفة لـ ﴿رَبِّي﴾ على المحل، وأن يكون بدلًا منه أو من المنوي في ﴿يَقْذِفُ﴾، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف، وأن يكون خبرًا بعد خبر، وقرئ: بالنصب (١) على أنه صفة لربي أو بدل منه، أو على المدح.
﴿قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (٤٩)﴾:

(١) قرأها عيسى بن عمر، وابن أبي إسحاق. انظر إعراب النحاس ٢/ ٦٨٠. ومختصر الشواذ / ١٢٢/. والمحرر الوجيز ١٣/ ١٤٩. ونسبها ابن الجوزي في الزاد ٦/ ٤٦٦. إلى أبي رجاء.


الصفحة التالية
Icon