قوله عز وجل: ﴿وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ﴾ (ما) يجوز أن تكون نافية والباطل الشيطان، عن قتادة (١)، أي: ما ينشئ خلقًا وما يعيده. وأن تكون استفهامية منصوبة المحل بما بعدها، أي: أي شيء ينشيء الباطل؟ وأي شيء يعيده؟
﴿قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (٥٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ﴾ الجمهور على فتح اللام التي هي عين الفعل في الفعل الأول وكسر الضاد في الفعل الثاني، وقرئ: (ضلِلْتُ)، (أَضَلُّ) بكسر اللام وفتح الضاد (٢)، وهما لغتان بمعنى، يقال: ضلَلْتُ أَضِلُّ، وضلِلْتُ أَضَلُّ. وحكي فيهما قراءة ثالثة: (إِضَلُّ) بكسر الهمزة مع فتح الضاد (٣)، وقد ذكر وجه ذلك فيما سلف من الكتاب (٤).
﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (٥١)﴾:
قول عز وجل: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ﴾ خبر (لا) محذوف، أي: فلا فوت لهم.
وقوله: ﴿وَأُخِذُوا﴾ عطف على ما دل عليه ﴿فَلَا فَوْتَ﴾، كأنه قيل: أحيط بهم وأخذوا، أو على لا فوت، على معنى: إذ فزعوا فلم يفوتوا وأُخذوا.

(١) أخرجه الطبري ٢٢/ ١٠٦. وانظر معاني النحاس ٥/ ٤٢٥ وإعرابه ٢/ ٦٨٠.
(٢) قرأها الحسن، وابن وثاب، وأبو رجاء. انظر مختصر الشواذ/ ١٢٢/. والمحرر الوجيز ١٣/ ١٥٠. والقرطبي ١٤/ ٣١٣.
(٣) قرأها عبد الرحمن المقرئ كما في مختصر الشواذ الموضع السابق، والبحر المحيط ٧/ ٢٩٢.
(٤) انظر إعرابه للآية (٥٦) من الأنعام. والآية ١٠ من السجدة.


الصفحة التالية
Icon