والغلبة، أي: فغلبناهم وقهرناهم بثالث.
﴿قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (١٦) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (١٧) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٨) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (١٩) وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (٢١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ﴾ في معمول ﴿يَعْلَمُ﴾ وجهان:
أحدهما: محذوف، والوقوف على ﴿يَعْلَمُ﴾، والتقدير: ربنا يعلم ما لأجله خَصَّنا بالرسالة دونكم، فحُذف للعلم به.
والثاني: ﴿إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ﴾، إنما كسرت (إنَّ) لأجل اللام، كقولك: علمت إن زيدًا لمنطلق (١).
وقوله: ﴿أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ﴾ الجمهور على همزة الاستفهام، وإن الشرطية، وتشديد الكاف، ومعناه وُعِظْتُمْ وخُوِّفْتُمْ، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله، والتقدير: أإن ذُكِّرْتم توعدتم بالرجم والعقاب، أو تشاءمتم بنا، أو قلتم هذا القول، وما أشبه هذا.
وقرئ: (أَنْ ذُكِّرْتُمْ) بهمزة واحدة مفتوحة من غير استفهام على الخبر (٢)، على معنى: تطيرتم لأَنْ ذُكِّرْتُم، ومحل (أنْ) النصب لعدم الجار، أو الجر على إرادته.
وقرئ كذلك غير أن الهمزة مكسورة (٣)، على أنها الشرطية، وجوابها
(٢) قرأها الماجشون كما في المحتسب ٢/ ٢٠٥. والمحرر الوجيز ١٣/ ١٩٤. والقرطبي ١٥/ ١٧.
(٣) نسبت في مختصر الشواذ/ ١٢٥/ إلى خالد بن إياس. وفي المحرر الوجيز ١٣/ ١٩٤ إلى الحسن. ومثله في البحر ٧/ ٣٢٧. والدر المصون ٩/ ٢٥٤.