محذوف، أي: إن ذُكِّرتم تطيرتم.
وقرى": (أيْنَ ذُكِرْتُمْ) بهمزة مفتوحة بعدها ياء ساكنة والنون مفتوحة والكاف خفيفة (١)، و (أين) شرطية لا مكانية، وجوابها أيضًا محذوف، والمعنى: أين جرى ذكركم فشؤمكم معكم، أو أين وُجِدْتم وُجِدَ شؤمكم معكم.
وقرئ أيضًا: (أَأَنْ ذكرتم) بهمزة الاستفهام وأن المفتوحة (٢)، على معنى: تطيرتم لأن ذكرتم.
فمن قرأ بالاستفهام جاز الوقوف على ﴿مَعَكُمْ﴾، لأن الاستفهام يقطع ما قبله عما بعده، لأن له صدر الكلام، كأنه قال: بل طائركم معكم، ردًا عليهم، ثم استأنف مستفهمًا وهو يري الإنكار، وأما من لم يستفهم فلا وقوف على قراءته على ﴿مَعَكُمْ﴾، لاتصال أَنْ وإِنْ وَأَيْنَ بما قبلها، فاعرفه (٣).
﴿وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٢) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (٢٣) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٢٤) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (٢٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿لَا أَعْبُدُ﴾ في موضع الحال، كما تقول: مالك واقفًا؟ ﴿فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ﴾ (٤).
وقوله: ﴿إِنْ يُرِدْنِ﴾ أصله: يريدني أسكنت الدال للشرط، وحذفت الياء
(٢) قرأها أبو رزين كما في معاني الفراء ٢/ ٣٧٤. وزر بن حبيش كما في مختصر الشواذ/ ١٢٥/. والمحرر الوجيز ١٣/ ١٩٤ وقال ابن عطية: هي رواية عن أبي عمرو أيضًا.
(٣) كذا أيضًا في المحتسب ٢/ ٢٠٦.
(٤) سورة النساء، الآية: ٨٨.