الصاد (١)، من خَصَمَهُ، والقول في ﴿يَخِصِّمُونَ﴾ ووجوهه المقروء بها. كالقول في (يَهَدِّي) وقد ذكر في "يونس" (٢) غير أن من قرأ: (يَخْصِمُونَ) احتمل أن يكون معناه: يَخْصِمُ بَعْضُهُمْ بعضًا في أمورهم، متشاغلين في متصرفاتهم، فحذف المضاف والمفعول به. وأن يكون المعنى: يخصمون مجادلهم عند أنفسهم، فحذف المفعول به.
﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (٥١) قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (٥٢) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (٥٣) فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فِي الصُّورِ﴾ الجمهور على إسكان الواو وفيه وجهان، أحدهما: القَرْنُ الذي يَنفخ فيه إسرافيل. والثاني: جمع صُوْرَةٍ، كصوف في صوفة (٣). وقيل: وَحَرَّكَهَا بعضهم (٤)، وهو حسن لقوله: ﴿فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ﴾ (٥).
وقوله: ﴿يَاوَيْلَنَا﴾ يجوز أن يكون منادى، وأن يكون منصوبًا على المصدر والمنادى محذوف، كقوله: ﴿يَاحَسْرَةً﴾ (٦).
وعن أهل الكوفة: (وَيْ) كلمة، و (لنا) جار ومجرور (٧). وقيل:
(٢) الآية (٣٥) منها.
(٣) تقدم تخريج القولين في سورة طه (١٠٢).
(٤) نسبها النحاس في الإعراب ٢/ ٧٢٦ إلى ابن هرمز، ونسبها ابن جني في المحتسب ٢/ ٢١٢ إلى قتادة، وهي قراءة الحسن وغيره كما تقدم في آية (طه) السابقة.
(٥) سورة غافر، الآية: ٦٤.
(٦) من الآية (٣٠) المتقدمة.
(٧) انظر إعراب النحاس ٢/ ٧٢٦ - ٧٢٧. ومشكل مكي ٢/ ٢٢٩. والبيان ٢/ ٢٩٨. والتبيان ٢/ ١٠٨٤.