"الفُكَاهَةُ مَقْوَدَةٌ إلى الأَذَى" (١).
وحكي أيضًا أنه قرئ: بضم الكاف بألف وبغير ألف (٢)، وهما لغتان بمعنىً، كقولهم: رجل حَدِثٌ وحَدُثٌ، ويَقِظٌ وَيَقُظٌ.
وقوله: ﴿هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ﴾ (هم) يجوز أن يكون مبتدأ، و (أَزُوَاجُهُمْ) عطف عليه، والخبر إما ﴿فِي ظِلَالٍ﴾، أي: وهم وحلائلهم اللواتي كن لهم في الدنيا أو الحور العين، أو جميعهن -على ما فسر- ثابتون أو مستقرون في ظلال (٣).
وقوله: ﴿عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ﴾ يجوز أن يكون مستأنفًا، وأن يكون خبرًا بعد خبر، تعضده قراءة من قرأ: (متكئين) بالنصب على الحال من المنوي في الخبر الذي هو ﴿فِي ظِلَالٍ﴾، لأن الحال ضرب من الخبر، وهو ابن مسعود -رضي الله عنه- (٤). و ﴿عَلَى الْأَرَائِكِ﴾ من صلة ﴿مُتَّكِئُونَ﴾. [وأما متكئون] (٥) و ﴿فِي ظِلَالٍ﴾ في موضع الحال من المستكن في ﴿مُتَّكِئُونَ﴾.
وقيل: بل الخبر ﴿فَاكِهُونَ﴾ قبله، وفي ظلال من صلة ﴿فَاكِهُونَ﴾ و ﴿مُتَّكِئُونَ﴾ خبر آخر، و ﴿عَلَى الْأَرَائِكِ﴾ من صلة ﴿مُتَّكِئُونَ﴾ أي: هم وأزواجهم فاكهون في ظلال متكئون على الأرائك. وأن يكون تأكيدًا للضمير الذي ﴿فِي شُغُلٍ﴾ إن جعلته مستقرًا، أو من المنوي في ﴿فَاكِهُونَ﴾. و (أَزْوَاجُهُمْ) على هذا عطف على الضمير المؤكد إما في الظرف، أو في اسم الفاعل، على أن أزواجهم يشاركنهم في ذلك الشغل والتفكه والاتكاء على
(٢) كذا ذكرها صاحب الكشاف ٣/ ٢٩٠ دون نسبة. ولم يحك أبو حيان ٧/ ٣٤٢. والسمين ٩/ ٢٧٧ إلا (فَكُهون) بالقصر وضم الكاف، دون نسبة أيضًا.
(٣) القولان في النكت والعيون ٥/ ٢٥. والمراد من زوجات الدنيا: المؤمنات.
(٤) انظر قراءته في مختصر الشواذ/ ١٢٧/. والكشاف ٣/ ٢٩١. والبحر ٧/ ٣٤٢.
(٥) كذا في الجميع.