الأرائك تحت الظِّلال.
و﴿ظِلَالٍ﴾ يجوز أن يكون جمع ظِلٍّ، كفِلٍّ وفِلال (١)، وأن يكون جمع ظُلَّةٍ، كَقُبَّة وَقِبَابٍ، وقُلَّة وقِلال.
وقرئ: (في ظُلَلٍ) بضم الظاء من غير ألف (٢)، وهو جمعَ ظُلَّةٍ، كَحُلَلٍ فِي حُلَةٍ.
﴿لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (٥٧) سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨) وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (٥٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (٥٧) سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ﴾ (ما) يجوز أن تكون موصولة، و ﴿يَدَّعُونَ﴾ صلتها، وعائدها محذوف، وأن تكون موصوفة بمعنى شيء، و ﴿يَدَّعُونَ﴾ صفة لها، كأنه قيل: ولهم شيء مُدَّعَى، وأن تكون مصدرية.
ومحلها على الأوجه: الرفع إما بالابتداء والخبر ﴿لَهُمْ﴾، أو بِلَهم على الفاعلية على رأي أبي الحسن.
و﴿يَدَّعُونَ﴾ يَفْتَعِلُونَ من الدعاء، وأصله يَدْتَعِيُونَ، فاستثقلت الحركة على الياء فأزيلت عنها بأن ألقيت على ما قبلها بعد إزالة حركة ما قبلها، لأنها لا تتحرَّك بحركة وهي متحركة بأخرى، أو حذفت حذفًا ثم حذفت الياء لسكونها وسكون واو الجمع بعدها، وضمت العين لتستقر الواو بعدها، فبقي يدتعون بوزن يفتعون، ثم أدغمت الدال في التاء بعد قلبها دالًا فبقي ﴿يَدَّعُونَ﴾ كما ترى.
واختلف في معناه، فقيل: المعنى ولهم ما يتمنون، من قولهم: ادَّعِ

(١) الفِلّ بالكسر: الأرض التي لم تمطر، ولا نبات بها.
(٢) من المتواتر، لحمزة، والكسائي، وخلف. وقرأ الباقون: (في ظِلال). انظر السبعة / ٥٤٢/. والحجة ٦/ ٤٣. والمبسوط/ ٣٧٢/. والتذكرة ٢/ ٥١٤.


الصفحة التالية
Icon