قوام لا محالة، وإذا كان كذلك فليس في الخبر الذي هو معتمد الفائدةِ فائدة (١).
والجمهور على فتح قاف قوله: ﴿قَوَامًا﴾، وهو الاعتدال في الأمر، ومنه قولهم: جارية حسنة القَوام، إذا كانت معتدلة الطول والخلق، وقرئ: (قِوامًا) بكسرها (٢)، وهو ملاك الأمر ونظامه وعماده، يقال: فلان قوام أهل بيته، وهو الذي يقيم شأنهم، والمعنى: وكان إنفاقهم بينهما ملاكًا لأمرهم ونظامًا له.
﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (٦٨) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (٦٩) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (٧٠) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (٧١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا﴾ (يلق) جواب الشرط، والأثام جزاء الإثم، والإثم: الذنب، وقد أثم الرجل بالكسر يأثم إثمًا، إذا وقع في الإثم. وقيل: الأثام الإثم، وهو على حذف مضاف، أي: يلق جزاء أثام (٣).
وقوله: ﴿يُضَاعَفْ﴾ قرئ: بالجزم (٤)، على البدل من ﴿يَلْقَ﴾، لأنهما في معنى واحد، وذلك أن تضعيفَ العذاب لَقْيُ الأثام، والفعل يُبْدَلُ من الفعل، كما أن الاسم يبدل من الاسم.
(٢) قرأها حسان بن عبد الرحمن كما في مختصر الشواذ / ١٠٥/. والمحتسب ٢/ ١٢٥. والمحرر الوجيز ١٢/ ٤١.
(٣) انظر معاني الزجاج ٤/ ٧٦. ومعاني النحاس ٥/ ٥١.
(٤) أكثر القراء على الجزم كما سيأتي.