وقرئ: بالرفع (١) على القطع والاستئناف، أو على الحال.
وكذا ﴿وَيَخْلُدْ﴾ قرئ: مجزومًا ومرفوعًا (٢)، والجمهور على فتح يائه على البناء للفاعل، وقرئ أيضًا: (ويُخْلَد) بضم الياء على البناء للمفعول مخففًا ومثقلًا (٣) من الإخلاد والتخليد. وقرئ: (تخلد) بالتاء النقط من فوقه (٤)، على الانصراف من الغيبة إلى الخطاب، وهو شائع في كلام القوم.
﴿مُهَانًا﴾: منصوب على الحال من المنوي فيه، وهو اسم المفعول من (أهين) فهو مهان.
﴿إِلَّا مَنْ تَابَ﴾: (من) في موضع نصب على الاستثناء، وهو من الجنس، و ﴿مَتَابًا﴾ مصدر مؤكد.
﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (٧٢) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (٧٣) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (٧٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مَرُّوا كِرَامًا﴾ (كرامًا) جمع كريم، يقال: رجل كريم، وقوم كرام وكرماء، وانتصابه على الحال، أي: مروا معرضين عنه.

(١) قرأها ابن عامر، وأبو بكر عن عاصم. انظر القراءتين في السبعة / ٤٦٧/. والحجة ٥/ ٣٥٠. والمبسوط / ٣٢٥/. والتذكرة ٢/ ٤٦٦. والنشر ٢/ ٣٣٤.
(٢) مَن جزم (يضاعف) جزم (يخلد)، ومن رفع (يضاعف) رفع يخلد، انظر التخريج السابق.
(٣) كلاهما من الشاذ، فأما (يُخْلَدُ) فنسبها ابن خالويه / ١٠٥/ إلى المفضل عن عاصم. ونسبها ابن الجوزي ٦/ ١٠٦ إلى أبي حيوة، وقتادة، والأعمش. وقال أبو علي ٥/ ٣٥٢، وتروى عن أبي عمرو لكنها خطأ من جهة الرواية، وأما من جهة المعنى فلا يمتنع. وأما (يُخَلَّد) بالتثقيل: فنسبها ابن خالويه إلى أبي حيوة، ونسبها ابن الجوزي إلى عاصم الجحدري، وابن يعمر، وأبي المتوكل.
(٤) نسبت إلى طلحة بن سليمان، انظر المحتسب ٢/ ١٢٥. والمحرر الوجيز ١٢/ ٤٢. والقرطبي ١٣/ ٧٧.


الصفحة التالية
Icon