وقوله: ﴿فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ﴾ الجمهور على فتح راء ﴿رَكُوبُهُمْ﴾، وقرئ: (رُكوبهم) بضمها (١). و (رَكوبتهم) بفتح الراء وزيادة تاء (٢).
أما الرَّكوب: فهو ما يركب، فعول بمعنى مفعول، كالحلوب بمعنى المحلوب، أي: فمنها مركوبهم، والركوب يكون واحدًا وجمعًا، وهو هنا جمع، وكذلك الحَلُوب يكون واحدًا وجمعًا، وحذفت منه التاء عند أهل البصرة على النسب، أي ذو رَكوبٍ، والأصل ركوبتهم، وإدخال التاء عليه هو الأصل عند أهل الكوفة (٣)، ليفَرق بها بين ما هو فاعل ومفعول، نحو: امرأة صبور وشكور، هذا بمعنى فاعل، وناقة حلوبة وركوبة، هذا بمعنى مفعول، وكذلك الركوبة ما يركب، يقال: ما له رَكوبةٌ ولا حَمولةٌ ولا حَلوبةٌ، ما يركبه ويحمل عليه ويحلبه.
وأما الرُّكُوب بضم الراء: فهو مصدر، وفي الكلام حذف مضاف، أي: فمنها ذو ركوبهم، وذو الركوب وهو المركوب، أو فمن منافعها ركوبهم، كما تقول لصاحبك: من منافعك إعطاؤك لي، فحذف المضاف من أول الكلام، أو يكون المصدر بمعنى المفعول، كخَلْقِ الله، وضَرْبِ الأمير، وصَيْدِ الصائد، فلا حذف على هذا في الكلام ويرجع إلى معنى قراءة الجمهور.
و﴿وَمَشَارِبُ﴾ جمع مشرب، وهو موضع الشرُبِ، أو الشرْب، جُمِع لاختلاف أنواعه.
وقوله: ﴿فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ﴾ أي قولهم في الله: إِنَّ له شريكًا وولدًا، وإنك شاعر مجنون على ما فسر (٤).
(٢) هي قراءة السيدة عائشة -رضي الله عنها-. انظر معاني الفراء ٢/ ٣٨١. وإعراب النحاس ٢/ ٧٣٤. ومختصر الشواذ/ ١٢٦/. ومشكل مكي ٢/ ٢٣٢. وأضافها ابن جني ٢/ ٢١٦ أيضًا إلى أُبي -رضي الله عنه-.
(٣) انظر المذهبين في إعراب النحاس ٢/ ٧٣٤. ومشكل مكي ٢/ ٢٣٢.
(٤) انظر جامع البيان ٢٣/ ٣٠.