وقوله: ﴿إِنَّا نَعْلَمُ﴾ استئناف، ويجوز في الكلام فتحه على حذف لام التعليل (١).
﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٧٩) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (٨٠) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (٨١) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَهِيَ رَمِيمٌ﴾ فعيل بمعنى فاعل، أي: رامٍ، يقال: رَمَّ العظم يَرِمُّ بالكسر رِمَّة، إذا بلي فهو رَمِيمٌ، أي: بالٍ، وإنما قال جل ذكره: ﴿وَهِيَ رَمِيمٌ﴾ ولم يؤنث وقد وقع خبرًا لمؤنث، لأن فعيلًا وفعولًا قد يستوي فيهما المذكر والمؤنث والجمع، كصديقٍ وعدوٍ فاعرفه، ومن قال غير هذا غالطٌ مُخَلِّطٌ في كلامه.
وقوله: ﴿مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ﴾ على اللفظ، ويجوز في الكلام: الخضراء على المعني (٢).
وقوله: ﴿بِقَادِرٍ﴾ إنما دخلت الباء ومعنى الكلام الإيجاب نظرًا إلى اللفظ، وقرئ: (يَقْدِرُ) (٣) وهو فِعْلٌ ووجهه ظاهر.
وقد مضى الكلام على نصب (فيكون) ورفعه فيما سلف من الكلام (٤).
(٢) بل جعله الزمخشري ٣/ ٢٩٤. وأبو حيان ٧/ ٣٤٨ قراءة.
(٣) قراءة صحيحة ليعقوب من طريق رويس. انظر المبسوط/ ٣٧٣/. والتذكرة ٢/ ٥١٥. والنشر ٢/ ٣٥٥.
(٤) هما قراءتان صحيحتان تقدمتا في البقرة (١١٧). والنحل، الآية: ٤٠.