﴿الْمُخْلَصِينَ (٤٠) أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (٤١) فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (٤٢) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٤٣) عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (٤٤) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (٤٥) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (٤٦) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (٤٧) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (٤٨) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (٤٩) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (٥٠) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (٥١) يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (٥٢) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (٥٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ﴾ (إذا) نصب بـ ﴿يَسْتَكْبِرُونَ﴾ أي: إنهم كانوا يسكتبرون إذا قيل لهم: لا إله إلا الله.
وقوله: ﴿إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ﴾ الجمهور على جر ﴿الْعَذَابِ﴾ بالإضافة، وهو الوجه لأجل حذف النون، وقرئ: (لذائقو العذابَ) بالنصب (١)، وهو غلط عند النحاة مردود عندهم، لأن اسم الفاعل ينصب بعد حذف النون منه إذا كان فيه الألف واللام، كبيت الكتاب:
٥٣٥ - الحافِظُو عَوْرَةَ العَشِيْرَةِ....................................... (٢)
لأن النون هنا حُذف تخفيفًا لطول الاسم، وإذا كان كذلك لم يكن بحذفه تأثير في الحكم، فينتصب به على أصله، وأما إذا عري من الألف واللام وحذفت منه النون للإضافة، وجب الجر عندهم وكان النصب لحنًا، اللهم [إلا] إذا قَدَّر قارئه النون كقوله:
٥٣٦ -........................ ولا ذاكرِ اللهَ إلّا قليلا (٣)
بتقدير التنوين وإلا فلا. وعن أبي الحسن: أنه سمع أعرابيًا يقرأ:

(١) قرأها أبو السمال. انظر مختصر الشواذ/ ١٢٧/. والمقتصد ١/ ٥٣١. والبيان ٢/ ٣٠٤. وأضافها أبو حيان إلى عاصم في رواية. انظر البحر ٧/ ٣٥٨.
(٢) تقدم هذا الشاهد برقم (٤٥٦).
(٣) تقدم الشاهد وتخريجه برقم (١١٧).


الصفحة التالية
Icon