قوله عز وجل: ﴿هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ﴾ الجمهور على تشديد الطاء وفتح النون، وهو مُفْتَعِلُون، من اطلع على كذا، إذا عثر عليه. وقرئ: (مُطْلِعُونَ) بإسكان الطاء (١)، إما من أَطْلَعْتُكَ على سِرِّي، على معنى: مُطْلعونَ أصحابكم، أو من أَطْلَعَ عليه، بمعنى اطَّلع عليه، فتكون بمعنى قراءة الجمهور. وقيل معناه: مقبلون، من قولهم: أَطْلَعَ، إذا أقبل.
وقرئ: (مُطْلعونِ) كذلك إلا أنه بكسر النون (٢)، وفيه وجهان:
أحدهما: أنه أراد مطلعون إياي، فوضع المتصل موضع المنفصل، كقوله:
٥٣٨ - هُم الفَاعِلُونَ الخَيْرَ والآمِرُونَه............................... (٣)
والثاني: أنه شبه اسم الفاعل في ذلك بالفعل المضارع لما بينهما من المؤاخاة، كأنه قال: تطلعون، ونحو هذا بابه النظم دون النثر، نحو:
٥٣٩ - * أَقائِلُنَّ أَحْضِرُوا الشُّهُودَا (٤) *
(٢) قرأها أبو البرهسم كما في المحرر الوجيز ١٣/ ٢٣٥. ونسبها ابن الجوزي ٧/ ٦٠ إلى أبي رزين، وابن أبي عبلة. وذكرها أبو حيان ٧/ ٣٦١ عن عمار بن أبي عمار أيضًا.
(٣) هذه رواية المبرد، وأما رواية سيبويه، والفراء كما سيأتي: (هم القائلون الخير... ) وعجزه:
............................. إذا ما خَشُوا من مُحْدَثِ الأمرِ مُعْظَما
وانظره في الكتاب ١/ ١٨٨. ومعاني الفراء ٢/ ٣٨٦. والكامل ١/ ٤٦٨. ومعاني الزجاج ٤/ ٣٠٥. وإعراب النحاس ٢/ ٧٥٠. والمفصل/ ١٠٦/.
(٤) رجز لرجل من هذيل، وقبله:
أرأيت إن جئت به أملودا | مرجلًا وبلبس البرودا |