شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (٦٢) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (٦٣) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (٦٤) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (٦٥) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (٦٦) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (٦٧) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (٦٨) إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (٦٩) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (٧٠) وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (٧١) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (٧٢) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (٧٣) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (٧٤)}:
قوله عز وجل: ﴿إِلَّا مَوْتَتَنَا﴾ فيه وجهان:
أحدهما: منصوب على الاستثناء، وإلا بمعنى: سوى، أي سوى ما وقع بنا في الدنيا من الموت.
والثاني: منصوب ﴿بِمَيِّتِينَ﴾ نصب المصدر بالفعل الواقع قبله، كقولك: ما ضربت زيدًا إلا ضربةً واحدة، كأنه قيل: أفما نحن نموت إلا موتتنا الأولى؟
وقوله: ﴿أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا﴾ انتصاب قوله: ﴿نُزُلًا﴾ على التمييز، وقد مضى الكلام على النُّزُل فيما سلف من الكتاب (١).
وقوله: ﴿ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا﴾ أي: معها، أو بعدها. والشَّوْبُ بالفتح: الخلط، وهو على بابه (٢). وقيل: هو بمعنى مشوب، تسميةً للمفعول بالمصدر (٣). وقرئ: (لَشُوبًا) بالضم (٤)، وفيه وجهان، أحدهما: لغة في الشَّوْبِ، كالفَقْر والفُقْر، والضَّر والضُّر. والثاني: هو اسم ما يُشاب به.
و﴿ضَالِّينَ﴾: مفعول ثان لـ ﴿أَلْفَوْا﴾ وقيل: حال، والأول هو الوجه.

(١) انظر إعرابه للآية (١ - ٢) من الكهف.
(٢) يعني يكون مصدرًا.
(٣) قاله الزمخشري ٣/ ٣٠٢. والعكبري ٢/ ١٠٩٠.
(٤) قرأها شيبان النحوي كما في مختصر الشواذ/١٢٨/. والمحتسب ٢/ ١٢٠.


الصفحة التالية
Icon