وقيل: القول مقدر، أي: يقال سلام على نوح (١).
وعن ابن مسعود -رضي الله عنه-: و (سلامًا على نوح) بالنصب (٢)، على أنه مفعول (تَرَكْنَا)، أي: تركنا عليه ثناء حسنًا، وكذا ما في هذه السورة من سائر القصص.
وقوله: ﴿إِنَّا كَذَلِكَ﴾ الكاف في موضع النصب نعت لمصدر محذوف، أي: جزاءً مثل ذلك الجزاء.
﴿وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (٨٣) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٤) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (٨٥) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (٨٦) فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٨٧) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (٨٨) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (٨٩) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (٩٠) فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (٩١) مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (٩٢) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (٩٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿إِذْ جَاءَ رَبَّهُ﴾ العامل في ﴿إِذْ﴾ أحد الشيئين، إما ما في الشيعة من معنى الفعل، أي: وإن ممن شايع، أي: تابع نوحًا أو محمدًا عليهما الصلاة والسلام على دينه وتقواه حين جاء ربه بقلب سليم لَإِبراهيمَ. والشيعة: الجماعة يتبعون كبراءهم وسادتهم، من قولهم: شاعَكَ فلانٌ، إذا اتبعك. وقيل: الشيعة: الأعوانُ من الشياع، وهو الحطب الصغار تُشْعَلُ به النار (٣). وإما محذوف وهو اذكر، فعلى الأول ظرف، وعلى الثاني مفعول به.
و(إبراهيم) اسم أعجمي، ومعنماه بالسريانية أب رحيم (٤).
(٢) انظر قراءته -رضي الله عنه- في إعراب النحاس ٢/ ٧٥٦. ومشكل مكي ٢/ ٢٣٨. والمحرر الوجيز ١٣/ ٢٤١.
(٣) هذا قول الأصمعي، انظر النكت والعيون ٥/ ٥٤. والقرطبي ١٥/ ٩١.
(٤) انظر النكت والعيون ١/ ١٨٢. والروض الأنف ١/ ١٢. والقرطبي ٢/ ٩٦.