الْمُؤْمِنِينَ (١٣٢) وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٣) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (١٣٤) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (١٣٥) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (١٣٦) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (١٣٧) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (١٣٨)}:
قوله عز وجل: ﴿عَلَى إِلْ يَاسِينَ﴾ قرئ: بهمزة مكسورة وإسكان اللام موصولة بالياء (١)، وفيه وجهان:
أحدهما: اسم واحد، على أن له عليه السلام اسمين: إلياس وإلياسين، كميكال وميكائيل.
والثاني: جمع، وفيه وجهان، أحدهما: جمع إلياس عار عن ياء النسب، جُعل أصحابه كأن كل واحد منهم إلياس. والثاني: هو جمع على معنى النسب، واحدهم إلياسيّ، ثم خفف في الجمع، كما حَكَى عنهم صاحب الكتاب رحمه الله: الأَشْعَرُونَ (٢)، ومثله: الأَعْجَمُونَ، والأصل الأَشْعَرِيُّونَ والأَعْجميُّونَ، ولولا ذلك لم يجمع بالواو والنون، كما لا يجمع أحمر كذلك إذا كان صفة، وإنما حذفت ياء النسب في الجمع المُسَلَّم لثقلها وثقل الجمع، كما حذفت في الجمع المكسّر في قولهم: المهالبة والمسامعة لذلك. والواحد مهلبي ومسمعي.
وقرئ: (على آلِ ياسين) بهمزة مفتوحة بعدها ألف واللام مكسورة منفصلة من الياء (٣)، وفيه أوجه:
أحدها: أن ياسينَ اسمُ أبي إلياس أضيف إليه الآل.
(٢) انظر الكتاب ٣/ ٤١٠.
(٣) قرأها كذلك: نافع، وابن عامر، ويعقوب. وانظرها مع القراءة الأولى في السبعة / ٥٤٩/. والحجة ٦/ ٥٩. والمبسوط / ٣٧٨ /. والتذكرة ٢/ ٥١٩ - ٥٢٠. والنشر ٢/ ٣٦٠ وفيه رد على صاحب المبسوط لأنه قيدها برويس عن يعقوب.