وقرئ: (جناتُ عدن مفتحةٌ) بالرفع فيهما (١)، وكلاهما خبر مبتدأ محذوف، أي: هو جناتُ عدنٍ هي مفتحةٌ (٢).
﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (٥١) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (٥٢) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (٥٣) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ (٥٤) هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (٥٥) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ (٥٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مُتَّكِئِينَ﴾ منصوب على الحال، وفي ذي الحال وجهان، أحدهما: الضمير المجرور باللام في قوله: ﴿لَهُمُ﴾ والعامل ﴿مُفَتَّحَةً﴾. والثاني: الضمير في ﴿يَدْعُونَ﴾ وجاز ذلك لأن العامل متصرف.
وقوله: ﴿وَشَرَابٍ﴾ أي: وشراب كثير، فحذفت اكتفاء بالأول.
وقرئ: (توعدون) بالتاء النقط من فوقه، على معنى: قل يا محمد هذا ما توعدون. وبالياء (٣) على الغَيْبَةِ والضمير لهم.
وقوله: ﴿لِيَوْمِ الْحِسَابِ﴾ أي: لأجل يوم الحساب. وقيل: اللام بمعنى (في)، وهو من التعسف (٤).
وقوله: ﴿مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ﴾ (من): صلة، أي: ماله نفاد. ومحل الجملة النصب على الحال من الرزق، أي: دائمًا، والعامل فيها ما في ﴿هَذَا﴾ من معنى الفعل.

(١) قرأها ابن رفيع، وأبو حيوة، وزيد بن علي. انظر مختصر الشواذ / ١٣٠/. والبحر المحيط ٧/ ٤٠٥. والدر المصون ٩/ ٣٨٦.
(٢) أو على: (جناتُ) مبتدأ، و (مفتحةٌ) خبره، كما في الكشاف ٣/ ٣٣٢.
(٣) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: (يوعدون) بالياء. وقرأ الباقون من العشرة: (توعدون) بالتاء، انظر السبعة / ٥٥٥/. والحجة ٦/ ٧٧. والمبسوط / ٣٨١/. والتذكرة ٢/ ٥٢٥.
(٤) كون اللام بمعنى (في) اقتصر عليه البغوي ٤/ ٦٧. وابن الجوزي ٧/ ١٤٨. والقرطبي ١٥/ ٢٢٠. وقال الآلوسي ٢٣/ ٢١٤ بعد أن ذكر المعنى الأول الذي ذهب إليه المؤلف: ويجوز أن تكون اللام بمعنى بعد.


الصفحة التالية
Icon