وقوله: ﴿هَذَا﴾ خبر مبتدأ محذوف، أي: الأمر هذا، أو بالعكس، أي: هذا ما لأهل الجنة، أو هذا كما ذكر.
وقوله: ﴿جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا﴾ (جهنم) بدل من ﴿لَشَرَّ مَآبٍ﴾، و ﴿يَصْلَوْنَهَا﴾ في موضع الحال من (الطاغين)، والعامل فيها الاستقرار.
وقوله: ﴿فَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ أي: فبئس الفراش الممهدُ لهم جهنمُ. وقيل: المخصوص بالذم هو ﴿هَذَا﴾، أي: فبئس المهاد هذا المذكور، والوجه ما عليه الجمهور وهو ما ذكر آنفًا إن شاء الله.
﴿هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (٥٧) وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (٥٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ﴾ اختلف في محل ﴿هَذَا﴾.
فقيل: محله النصب بإضمار فعل يفسره ﴿فَلْيَذُوقُوهُ﴾ بمثابة قوله: ﴿فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾ (١) أي: ليذوقوا هذا فليذوقوه، كقولك: زيدًا فاضربه، ثم ابتدأ فقال: ﴿حَمِيمٌ﴾، أي: هو حميم.
وقيل: محله الرفع وفيه وجهان، أحدهما: خبر مبتدأ محذوف، أي: العذاب هذا فليذوقوه. والثاني: مبتدأ وفي خبره وجهان:
أحدهما: ﴿حَمِيمٌ﴾، أي: هذا حميم فليذوقوه، فهذا مبتدأ، وحميم خبره، :﴿وَغَسَّاقٌ﴾ عطف على الخبر، وقوله: ﴿فَلْيَذُوقُوهُ﴾ اعتراض، كما تقول: زيد فاعرفه رجل صالح.
والثاني: ﴿فَلْيَذُوقُوهُ﴾، ودخلت الفاء للتنبيه الذي في ﴿هَذَا﴾، و ﴿حَمِيمٌ﴾ خبر مبتدأ محذوف، أي: هو حميم. وقال الفراء: ﴿حَمِيمٌ﴾ مبتدأ وخبره محذوف، والتقدير: منه حميمٌ ومنه غساق (٢)، أو لهم حميم
(٢) معاني الفراء ٢/ ٤١٠.