﴿أَكْثَرُ أَمْوَالا وَأَوْلَادًا﴾ قوله: ﴿أَشَدَّ مِنْكُم (١) قُوَّةً﴾ (٢).
﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (٣١) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (٣٢)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾: الجمهور على تشديد الياء، وهو فَيْعِل من مَاتَ يَمُوتُ، فَأُدْغم بعد القلب. وقرئ: (مائت) و (مائتون) (٣) وفُرقَ بينهما فقيل: الميت صفة لازمة كالسيد، وأما المائت فصفة حادثة، تقول: زيد مائت غدًا، كما تقول: سائد غدًا، أي: سيموت وسيسود، وإذا قلت: ميت فكما تقول: حي في نقيضه فيما يرجع إلى اللزوم والثبوت.
وقوله: ﴿وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ﴾ قيل: يقال: كذب به وكذبه بمعنىً، وقيل: المفعول به محذوف والباء للسبب، أي: كذَّب محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بسبب القرآن. وقيل: الصدقُ بمعنى الصادق، وهو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (٤).
﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (٣٣) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (٣٤) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (٣٥)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ﴾ (الذي) هنا لفظه واحد ومعناه
(٢) كلاهما من التوبة (٦٩).
(٣) قرأها ابن محيصن، وابن أبي إسحاق، وعيسي، وابن أبي عبلة، وابن الزبير، وابن عمر رضي الله عنهم. انظر إعراب النحاس ٢/ ٨١٨. ومختصر الشواذ/ ١٣١/. والمحرر الوجيز ١٤/ ٨٢.
(٤) لَمْ أجد هذا القول، والجمهور على الأول وهو كونه القرآن.