وقرئ: (تأمرونني) بنونين على الأصل، وبنون مشددة على إدغام إحداهما في الأخري، وبنون خفيفة (١)، على حذف إحداهما وهي التي تصحب ياء النفْس لا التي هي علامة الرفع، لأنَّ تلك لا تحذف إلَّا بناصب أو جازم.
وقوله: ﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ﴾ اسم الله جل ذكره منصوب عند جمهور النحاة بقوله: ﴿فَاعْبُدْ﴾ والفاء للمجازاةْ عند أبي إسحاق (٢)، قال الزمخشري: كأنه قال: لا تعبد ما أمروك بعبادته، بل إنْ كنت عاقلًا فاعبد الله، فحذف الشرط وجعل تقديم المفعول عوضًا منه (٣). وصلة عند الأخفش (٤). وعن الفراء والكسائي: أن نصبه بفعل مُضْمَرٍ (٥) هذا معطوف عليه، تقديره: بل الله اعبد فاعبد (٦).
﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٧)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿حَقَّ قَدْرِهِ﴾ منصوب على المصدر.
وقوله: ﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ (الأرضُ) مبتدأ، والخبر ﴿قَبْضَتُهُ﴾، و ﴿جَمِيعًا﴾ نصب على الحال، والتقدير: والأرض ثبتت جميعًا في ح بضته، كقولك: هنيئًا مريئًا، أي: ثَبَتَ ذلك أو صادفت
(٢) معانيه ٤/ ٣٦١.
(٣) الكشاف ٣/ ٣٥٥.
(٤) أي إن الفاء زائدة عند الأخفش. وانظر مذهبه في مشكل مكي ٢/ ٢٦١ أيضًا.
(٥) انظر معاني الفراء ٢/ ٤٢٤. والمشكل ٢/ ٢٦٠ ففيه النقل عن الكسائي.
(٦) انظر بالإضافة إلى المصادر السابقة إعراب النحاس ٢/ ٨٢٩ والبيان ٢/ ٣٢٦.