التعريف ليزاوج ما قبله وما بعده لفظًا. وأما ﴿ذِي الطَّوْلِ﴾ فصفة كالمذكورين.
والتوب والتوبة والمتاب مصادر تاب. وقيل: التوب جمع توبة (١)، فيكون اسمًا لا مصدرًا، لأن المصدر لا يجمع إلَّا بشرط اختلاف أنواعه.
وقوله: ﴿أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ﴾ (أن) وما عملت يجوز أن يكون في محل الرفع على البدل من ﴿كَلِمَتُ رَبِّكَ﴾، أي: حق أنهم أصحاب النار. وأن يكون في محل النصب لعدم الجار، أي: لأنهم أو بأنهم، أو الجر على إرادته على الخلاف المشهور المذكور في غير موضع (٢).
﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (٧) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٨) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٩)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ﴾ الذين مبتدأ ﴿وَمَنْ حَوْلَهُ﴾: (مَنْ) موصول، ومحله الرفع أيضًا على الابتداء، وخبره ﴿يُسَبِّحُونَ﴾، ومحل الجملة النصب على الحال، وأما خبر المبتدأ الأول فمحذوف دل عليه ﴿رَبَّنَا﴾ أي: يقولون ربنا، ولك أن تعطف ﴿وَمَنْ حَوْلَهُ﴾ على ﴿الَّذِينَ﴾ وتجعل خبر ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ﴾: ﴿يُسَبِّحُونَ﴾، ويكون محل هذا المضمر النصب على الحال، أي: قائلين ذلك. والباء في ﴿بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾ للحال، أي: ينزهونه حامدين له.
(٢) انظر إعرابه للآية (٢٥) من البقرة.